تفضل وأغلق الباب !


ككل ليلة
أجلس على أريكتي
التي تتسع لشخصين فقط
يأتي الحزن يطرق الباب
ويسأل: هل يجلس بقربك أحد ؟
لا أحد يا عزيزي، تفضل وأغلق الباب ؟ 

*

محمد بدر السالم  (أحبك وكفى)


كيف أهديه !


لا تذكرى الأمس إنى عشت أخفيه 
إن يغفر القلب جرحى ... من يداويه 

قلبى وعيناك والأيام بينهما 
درب طويل تعبنا من مآسيه

إن يخفق القلب كيف العمر نرجعه
كل الذى مات فينا ... كيف نحييه

الشوق درب طويل عشت أسلكه 
ثم انتهى الدرب وارتاحت أغانيه 

جئنا إلى الدرب والأفراح تحملنا 
واليوم عدنا بنهر الدمع نرثيه 

مازلت أعرف أن الشوق معصيتى 
والعشق والله ذنب لست أخفيه 

قلبى الذى لم يزل طفلا يعاتبنى
كيف انقضى العيد ... وانفضت لياليه

يا فرحة لم تزل كالطيف تسكرنى
ِكيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه 


حتى إذا ما انقضى كالعيد سامرنا
عدنا إلى الحزن يدمينا ... وندميه 

مازال ثوب المنى بالضوء يخدعنى 
قد يصبح الكهل طفلا فى أمانيه 

أشتاق فى الليل عطرا منك يبعثنى 
ولتسألى العطر كيف البعد يشقيه 

ولتسألى الليل هل نامت جوانحه 
ما عاد يغفو ودمعى في مآقيه 

يا فارس العشق هل فى الحب مغفرة 
حطمت صرح الهوى والآن تبكيه

الحب كالعمر يسرى فى جوانحنا 
حتى إذا ما مضى .. لاشئ يبقيه

عاتبتُ قلبى كثيرا كيف تذكرها 
وعمرك الغض بين اليأس تلقيه 

فى كل يوم تعيد الأمس فى ملل 
قد يبرأ الجرح ... والتذكار يحييه

إنْ تُرجعى العمر هذا القلب أعرفه 
مازال والله نبضا حائرا فيه 

أشتاق ذنبى ففى عينيك مغفرتى 
ياذنب عمرى .. ويا أنقى لياليه 

ماذا يفيد الأسى أدمنت معصيتى 
لا الصفح يجدى .. ولا الغفران أبغيه 

إنى أرى العمر فى عينيك مغفرة 

 ِقد ضل قلبى فقولى ... كيف أهديه 

*
فاروق جويدة (لأن الشوق معصيتي)

هل أنا حقاً حبيبته


ماذا أقول له لو جاء يسألني..

إن كنت أكرهه أو كنت أهواه؟

ماذا أقول : إذا راحت أصابعه

تلملم الليل عن شعري وترعاه؟

وكيف أسمح أن يدنو بمقعده؟

وأن تنام على خصري ذراعاه؟

غدا إذا جاء .. أعطيه رسائله

ونطعم النار أحلى ما كتبناه

حبيبتي! هل أنا حقا حبيبته؟

وهل أصدق بعد الهجر دعواه؟

أما انتهت من سنين قصتي معه؟

ألم تمت كخيوط الشمس ذكراه؟

أما كسرنا كؤوس الحب من زمن

فكيف نبكي على كأس كسرناه؟

رباه.. أشياؤه الصغرى تعذبني

فكيف أنجو من الأشياء رباه؟

هنا جريدته في الركن مهملة

هنا كتاب معا .. كنا قرأناه

على المقاعد بعض من سجائره

وفي الزوايا .. بقايا من بقاياه..

ما لي أحدق في المرآة .. أسألها

بأي ثوب من الأثواب ألقاه

أأدعي أنني أصبحت أكرهه؟

وكيف أكره من في الجفن سكناه؟

وكيف أهرب منه؟ إنه قدري

هل يملك النهر تغييرا لمجراه؟

أحبه .. لست أدري ما أحب به

حتى خطاياه ما عادت خطاياه

الحب في الأرض . بعض من تخيلنا

لو لم نجده عليها .. لاخترعناه

ماذا أقول له لو جاء يسألني

إن كنت أهواه. إني ألف أهواه

 *

نزار قباني (ماذا أقول له)

يا من هواه أعزه وأذلني


يامن هواه أعـزّه و أذلنـي
كيف السبيل الى وصالك دُلّنِي

أنت الذي حلفتني وحلفت لي
وحلفت أنك لا تخون فخنتني

وحلفت أنك لاتميل مع الهوى
أين اليمين وأين ماعاهدتني

عاهدتني ألا تميل عن الهوى
وحلفت لي يا غصن ألا تنثني

جاد الزمان وأنت ما واصلتني
يا باخلاَ بالوصل أنت قتلتنـي

واصلتني حتى ملكت حشاشتـي
ورجعت من بعد الوصال هجرتني

لما ملكت قياد سِرِّي بالهـوى
وعلمت أني عاشق لك خنتني

فتركتني حيران صباً هائمـاً
أرعى النجوم وأنت في نوم هني

فلأقعدن على الطريق وأشتكي
وأقول مظلوم وأنـت ظلمتنـي

ولأشّكِيَنّكَ عند سلطان الهوى
لِيُعَذِّبَنّكَ مِثـل مـا عذبتنـي

ولأدعين عليك في جنح الدجى
فعساك تبلى مثل ما أبليتنـي
 
*
الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي (يا من هواه)

عندما تسمع كلمة أحبك

 

عندما تسمع كلمة أحبك مِن منَ تُحب، تشعر وكأن قلباً آخر نبت في صدرك

 فهد العودة (حب في زمن الجاهلية)

ويوم أجيء إليك لكي أستعير كتاب


 شؤون صغيرة 

 

تمر بها أنت .. دون التفات

تساوي لدي حياتي

جميع حياتي..

حوادث .. قد لا تثير اهتمامك

أعمر منها قصور

وأحيا عليها شهور

وأغزل منها حكايا كثيرة

وألف سماء..

وألف جزيرة..

شؤون ..

شؤونك تلك الصغيرة

فحين تدخن أجثو أمامك

كقطتك الطيبة

وكلي أمان

ألاحق مزهوة معجبة

خيوط الدخان

توزعها في زوايا المكان

دوائر.. دوائر

وترحل في آخر الليل عني

كنجم، كطيب مهاجر

وتتركني يا صديق حياتي

لرائحة التبغ والذكريات

وأبقي أنا ..

في صقيع انفرادي

وزادي أنا .. كل زادي

حطام السجائر

وصحن .. يضم رمادا

يضم رمادي..

***

وحين أكون مريضة

وتحمل أزهارك الغالية

صديقي.. إلي

وتجعل بين يديك يدي

يعود لي اللون والعافية

وتلتصق الشمس في وجنتي

وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة

وأنت ترد غطائي علي

وتجعل رأسي فوق الوسادة..

تمنيت كل التمني

صديقي .. لو أني

أظل .. أظل عليلة

لتسأل عني

لتحمل لي كل يوم

ورودا جميلة..

وإن رن في بيتنا الهاتف

إليه أطير

أنا .. يا صديقي الأثير

بفرحة طفل صغير

بشوق سنونوة شاردة

وأحتضن الآلة الجامدة

وأعصر أسلاكها الباردة

وأنتظر الصوت ..

صوتك يهمي علي

دفيئا .. مليئا .. قوي

كصوت نبي

كصوت وارتطام النجوم

كصوت سقوط الحلي

وأبكي .. وأبكي ..

لأنك فكرت في

لأنك من شرفات الغيوب

هتفت إلي..

***

ويوم أجيء إليك

لكي أستعير كتاب

لأزعم أني أتيت لكي أستعير كتاب

تمد أصابعك المتعبة

إلى المكتبة..

وأبقي أنا .. في ضباب الضباب

كأني سؤال بغير جواب..

أحدق فيك وفي المكتبة

كما تفعل القطة الطيبة

تراك اكتشفت؟

تراك عرفت؟

بأني جئت لغير الكتاب

وأني لست سوى كاذبة

.. وأمضى سريعا إلى مخدعي

أضم الكتاب إلى أضلعي

كأني حملت الوجود معي

وأشعل ضوئي .. وأسدل حولي الستور

وأنبش بين السطور .. وخلف السطور

وأعدو وراء الفواصل .. أعدو

وراء نقاط تدور

ورأسي يدور ..

كأني عصفورة جائعة

تفتش عن فضلات البذور

لعلك .. يا .. يا صديقي الأثير

تركت بإحدى الزوايا ..

عبارة حب قصيرة ..

جنينة شوق صغيرة

لعلك بين الصحائف خبأت شيا

سلاما صغيرا .. يعيد السلام إليا ..

***

وحين نكون معا في الطريق

وتأخذ - من غير قصد - ذراعي

أحس أنا يا صديق ..

بشيء عميق

بشيء يشابه طعم الحريق

على مرفقي ..

وأرفع كفي نحو السماء

لتجعل دربي بغير انتهاء

وأبكي .. وأبكي بغير انقطاع

لكي يستمر ضياعي

وحين أعود مساء إلى غرفتي

وأنزع عن كتفي الرداء

أحس - وما أنت في غرفتي -

بأن يديك

تلفان في رحمة مرفقي

وأبقي لأعبد يا مرهقي

مكان أصابعك الدافئات

على كم فستاني الأزرق ..

وأبكي .. وأبكي .. بغير انقطاع

كأن ذراعي ليست ذراعي..

*

نزار قباني (شؤون صغيرة)

غدا يكبر بطنك

غداً يكبر بطنك و يحيا طفل جميل في رحمكِ
غداً أقبلهُ أكثر من خدكِ و أشعل نار غيرتكِ من طفلكِ ..

الأكثر وجعاً


الأكثر وجعًا ، ليس ما لم يكن يومًا لنا ، بل ما امتلكناه برهة من الزمن ، وسيظلّ ينقصنا إلى الأبد .

عيناها تفضح كل شيء فيها


نظرت له نظرة طويلة تتجول فيها جميع المعاني بحرية تامة .. 

تلك فتاة عيناها تفضح كل شئ فيها ، وهذا ما يزيد غموضها ..

إنها تفعل دائماً عكس ما تقوله عيناها !

قبليني يا حلوة


أخذت هاتفي وأرسلت إليكِ رسالة، كتبتُ لكِ (قبليني يا حلوة!)

شاهدتُكِ وأنتِ تقرأين رسالتي، ابتسمتِ نصف ابتسامة وقد احمر وجهك، 

ورفعتِ أحد حاجبيكِ بتحدّ وكتبتِ:

- قليل أدب!

لماذا أراك وقد صرت شيئاً


لماذا أراك على كل شيء بقايا.. بقايا؟

إذا جاءني الليل ألقاك طيفا..

وينساب عطرك بين الحنايا؟

لماذا أراك على كل وجه

فأجري إليك.. وتأبى خطايا؟

وكم كنت أهرب كي لا أراك

فألقاك نبضاً سرى في دمايا

فكيف النجوم هوت في التراب

وكيف العبير غدا.. كالشظايا؟

عيونك كانت لعمري صلاة..

فكيف الصلاة غدت.. كالخطايا..

* * *

لماذا أراك وملء عيوني

دموع الوداع؟

لماذا أراك وقد صرت شيئاً

بعيداً.. بعيداً..

توارى.. وضاع؟

تطوفين في العمر مثل الشعاع

أحسك نبضاً

وألقاك دفئاً

وأشعر بعدك.. أني الضياع

* * *

إذا ما بكيت أراك ابتسامة

وإن ضاق دربي أراك السلامة

وإن لاح في الأفق ليلٌ طويلٌ

تضيء عيونك.. خلف الغمامة

* * *

لماذا أراك على كل شيءٍ

كأنكِ في الأرضِ كل البشر

كأنك دربٌ بغير انتهاءٍ

وأني خلقت لهذا السفر..

إذا كنت أهرب منكِ .. إليكِ

فقولي بربكِ.. أين المفر؟!

*
فاروق جويدة (بقايا بقايا)